وجود الإناث ضمن فريق العمل يرفع من سوية ذكاءه التراكمي

مقالة مترجمة : ما الذي يجعل الفرق أكثر ذكاءاً ؟ إنهن الإناث !

ترجمة محمود أغيورلي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ضمن فقرة " دافع عن بحثك
" تسلط مجلة هارفرد الاقتصادية الضوء على البحث الذي قام به كل من
العالمين البروفسور وولي و البروفسور مالون بالتعاون مع كريستوفر كابريس و
ساندي بينتلاند و ندى الهاشمي والذي وجد أن هناك رابط بين معدل الذكاء
التراكمي لفريق العمل و بين كون وجود إناث بين تلك المجموعة أو لا !
حيث
قام العلماء باختبار شريحة من المتطوعين أعمارهم تتراوح بين ال18 و ال60
وذلك بعدة اختبارات ذكاء فردية متمايزة ومن ثم تم فصلهم إلى فرق بصورة
عشوائية و تم إيعاز عدة مهام لتلك الفرق تتضمن اختبارات فكرية وعقلية و
اختبارات تتطلب مهارات قيادية وتحليلاً بصرياً ومنطقياً بالإضافة إلى
إعطاء كل فريق معضلة معقدة تتطلب عملاً جماعياً لحلها وتم تبعاً لذلك إعطاء
قيمة تعادل الذكاء التراكمي للفريق على أساس الأداء والفاعلية و النتائج
في تلك الاختبارات ووجد تبعاً لبحثهم أنه ليس مستوى الذكاء الفردي المرتفع
الذي رفع تقيم الفريق بعد أداءه بل كان عدد الإناث في ذلك الفريق !
والسؤال
المطروح هنا : هل الأشخاص متقدي الذكاء ليسوا بذات الأهمية أمام فريق
متقارب السوية يحوي إناثاً فيه ؟ هل وجود الإناث عامل مهم للنجاح ؟ مجلة
هارفرد الاقتصادية تطرح هذه الاسئلة على البروفسور وولي و البروفسور مالون .
البروفسور وولي :
لقد قمنا بالتحقق من نتائجنا مرتين .. إن العديد من العوامل التي كنا
نعتقد أنها تؤثر على أداء فرق العمل بصورة كبيرة لم تكن في الحقيقة كذلك ..
فالعوامل مثل اقتناع الأفراد بأدوارهم و تماسك الفريق وحماسته لم تكن ذات
صلة كبيرة بمستوى الذكاء التراكمي لفريق العمل .. وحتما الذكاء الفردي
للأفراد لم يكن له ذلك التأثير الكبير على مستوى الذكاء التراكمي لفريق
العمل
البروفسور مالون : قبل أن نقوم
باختباراتنا كنا متخوفين بأن تكون نتيجة الاختبار هو أن معدل الذكاء
التراكمي لفريق العمل هو ذاته متوسط معدل ذكاء أفراد ذلك الفريق .. لذا
تفاجئنا حينما وجدنا أن معدل الذكاء التراكمي لفريق العمل مختلف قليلاً عن
ذلك المرتبط بمتوسط ذكاء الأفراد في ذلك الفريق
صحفي مجلة هارفرد : تبعاً لأبحاثكم فإن وجود الإناث ضمن فريق العمل يرفع من سوية ذكاءه التراكمي ما قولكم عن هذا ؟
البروفسور مالون :
في الحقيقة نتائجنا أولية ومازلت غير مقنعة بحثياً\علمياً ولكن نتائجنا
تلك تجعلنا نحاجج أن التمايز في فريق العمل هام جداً فمن المفروض وجود
الإناث والذكور ضمن فريق العمل الواحد و ولقد بينت لنا نتائجنا أنه كلما
زادت الإناث كلما أثر ذلك ايجابياً على معدل الذكاء التراكمي لفريق العمل
البروفسور وولي :
ويجب أن نشير إلى انه وجود تمايز بين الأجناس في فرق العمل أمرٌ ذا أهمية
كبيرة من كون الفريق بأكمله مكون من إناث أو من ذكور فقط فنتائجنا تشير إلى
أن أداء الفرق ينخفض إن كان الفريق لا يملك ذلك التمايز
صحفي مجلة هارفرد : أنتم تدركون أنكم تلمحون إلى أن مجموعة من الإناث تعد أكثر ذكاءاً من مجموعة من الذكور فيما يخص معدل الذكاء التراكمي أليس كذلك ؟
البروفسور وولي :
نعم ندرك ذلك .. في الحقيقة أنا أعتقد أن اكتشافنا يمكن عوزه إلى الحس
الاجتماعي الموجود لدى الإناث فلقد وجدنا انه كلما ازداد الحس الاجتماعي
بين أعضاء الفريق فان أداء الفريق يرتفع بصورة عامة ربما هذا هو الرابط
الأساسي بين نتائجنا و الإناث .. ففي الحقيقة تشير عدة دراسات سابقة إلى أن
الإناث تسجل مستوى مرتفع أكثر من الذكور فيما يخص الحس الاجتماعي.. لذا
يمكنا أن نخلص بالقول إلى انه من الضروري جدا لنجاح أي فريق عمل أن يكون
لديه حس اجتماعي كبير أكثر من كون أعضاءه ذكوراً أو إناثا
صحفي مجلة هارفرد :
أشار بحثكم إلى عدم وجود رابط بين مستوى ذكاء أفراد فريق العمل وبين معدل
الذكاء التراكمي لفريق العمل .. بينما يقول المنطق انه في حال كان لدينا
عشرة أشخاص فائقي الذكاء فإن الفريق المكون منهم لابد أن يكون فائق الذكاء
أيضا
البروفسور وولي : نظرياً هذا صحيح
.. إن 10 أشخاص فائق الذكاء سيشكلون حتماً فريقاً فائق الذكاء ولكن ليس
السبب حقيقة كونهم أذكياء كأفراد . فما وجدناه هو ان الفرق الذكية و
الناجحة هي تلك التي يعتمد أفرادها في الأساس على الاستماع إلى بعضهم البعض
والذين يتشاركون في النقد البناء ومنفتحون على الخيارات والاقتراحات
الجديدة .. ولقد وجدت أبحاثنا أيضاً ان المجموعات التي يسيطر عليها فردٌ
واحد او بضع أفراد متقدي الذكاء بصورة تامة لا تعد مجموعات ذكية أو ذات
محصلة ذكاء تراكمي كبير بل ينخفض أداؤها العالم و يقل تصنيفها .
صحفي مجلة هارفرد :
بصورة ما يمكن القول ان خلاصة أبحاثكم تنص على أن الفرق الناجحة ليست مجرد
مجموعة من المواهب الفذة او مجموعة أفراد متقدي الذكاء بل مجموعات متجانسة
متناغمة فيما بينها
البروفسور مالون :
حتماً فهذا أمرٌ معروف في جميع أنواع الرياضات و المهارات .. إن اختبارات
الذكاء التي أجريناها في أبحاثنا أشارت لذلك .. فلقد أدركنا أن اختبارات
الذكاء للأفراد لا تعبر ذاتها عن اختبارات الذكاء للفرق والجماعات فالأمرين
مختلفين تماماً ولا يمكن توقع أداء فريق العمل من خلال فحص أفراده كلٍ على
حدى فذكاء الفريق يختلف عن ذكاء أفراده
البروفسور وولي :
لقد كان هناك قفزة نوعية في قياس مجال أداء الأفراد حينما ظهرت اختبارات
الذكاء الفردية و نحن نأمل إلى إحداث قفزة مماثلة في عالم قياس أداء الفرق
والجماعات
صحفي مجلة هارفرد : هل يمكن القول أنه بالإمكان تصميم الفرق لكي تصبح ذات أداء أفضل تبعاً للنتائج والمعطيات التي خرجتم بها ؟
البروفسور مالون :
نحن نأمل ذلك في المستقبل .. على اعتبار انه يمكن تغير و تحسين ذكاء
الأفراد فانه من المنطق بمكان انه يمكن سحب ذلك أيضا على الفرق والجماعات
.. فنمحن نعتقد ان ذلك ممكناً بتغير بعض الأفراد او بعض العناصر او أساليب
التعاون والتواصل على سبيل المثال
البروفسور وولي :
في الحقيقة هناك أدلة تشير إلى أن الذكاء التراكمي يمكن ان يقاس أيضاً على
مستوى المنظمات .. فبعض الشركات التي تقوم بفحص دوري لبيئة العمل و تعمل
بصورة دورية على وضع الأهداف الواضحة و إدارة العمليات الداخلية بصورة فذة
هي تلك الشركات التي تحقق المردود المادي الأكبر و الأداء الأفضل .. وهذا
الأداء المتميز في مجالات عدة يشير إلى انه من الممكن قياس مستوى الذكاء
التراكمي للمنظمات و من ثم يمكن على هذا الأساس توقع مستوى أداء تلك
المنظمة او الشركة تبعاً له
صحفي مجلة هارفرد : إذاً يمكن لأبحاثكم أن تتوسع لتتجاوز تلك الجماعات الصغيرة التي أجريتم عليها دراستكم
البروفسور مالون :
نعم حتماً فالعائلات و الشركات والمدن جميعاً تملك ذكاءاً تراكمياً وعادة
وكلما كبرت المجموعة كلما قلت قدرة الاستفادة من مهارة الأفراد و هذا يشير
إلى أن الحجم الكبير يقوض من الذكاء التراكمي ولكننا يجب أن نشير إلى أن
التكنولوجيا اليوم ساهمت في الحد من ذلك التقويض بشكل كبير إذ أن
التكنولوجيا تتيح اليوم الاستفادة القصوى من أفراد الجماعات سواء كانت تلك
الجماعات مكونة من عشرات او مئات او عدة آلاف كما نرى في موقع جوجل و
ويكيبيديا حيث لا يوجد على الإطلاق مركزية تحكم او إطلاق قرارات ولكن كلا
المنظمتين تعدان الأكثر ريادة في مجالهما .. وهذه مجرد البداية و تلك
الاسئلة مازالت اليوم في طور الطرح والسؤال الأهم الذي يجب ان نبحث عن
إجابته اليوم هو كيف يمكن رفع سوية الذكاء التراكمي للمدن و للدول و للعالم
اجمع لكي نعود بالخير علينا جميعاً وعلى كوننا هذا الذي يجمعنا سوية تحت
سقف واحد
صحفي مجلة هارفرد : شكراً لكم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ترجمة محمود أغيورلي

Harvard Business Review JUNE 2011